براءة الاغراء
أعرِفُ أن مقالات هذا الكتاب ستتحاوَر في وَعْيِ قارئِها، وفي خلالِ تلك المحاورةِ ستتضامُّ جميعًا وتتعانقُ لتصيرَ كتابًا في الذِّهنِ، أعني: لتتشكّلَ دَلالاتُها عند كلّ قارئِ تشكُّلًا خاصّاً، فالدّلالة إنما هي ما يتخلّق في القارئ من عجينة النصِّ، أعني: ما يتخلّق خارجَ النصِّ المقروءِ. وحينئذ ينتقلُ تكوُّنُ الكِتابِ من فضاءِ الوَرَقِ إلى فضاءِ الأذْهانِ، وتتحرَّرُ اللغةُ من إمكانِ المَحْوِ الحُرُوفِيِّ، وهي حالٌ تتَمنّى أن تَصيرَ إليها كلُّ كتابةٍ أدبيّةٍ: أنْ لا تُمْحَى