اخترته حبيبا ومات بعيدا

لقد رأيت طور البدايات، وتشكيل النهايات، وشهدت روحاً تقبض من تاريخ مازال يصنع. لقد تشكلت في صياغة القصة، ونسيت من أنا. حتى عبرت إلى المجهول المريب، فما كنت حينها أحمل في جمجمتي عقلاً. بل كنت أحمل جزيئات متعبة من بقايا العقل. لقد وصلت إلى هذه الحياة بعد أن هرمت وذبُل عقلي . كانت الحياة قائمة على قيد الاحتمالات، وكل شيء متوقع الحدوث، ثم صارت الحياة أكثر جموداً، ثابتة، وكل شيء متوقع الحدوث ولكنه لا يحدث، فكان ذلك التغير بين الحركة والثبات، والترقب والروتين كفيلاً بأن يجعل شخصاً ملولاً مثلي ينتقل لحياة أخرى، ويعبر برزخ الاحتمالات ليصل إلى حياته الثالثة، التي قرر أن يقضيها في شرنقة التأمل والتفكر. لا شيء معي. غير أوراقي، وقلمي،وصوتي . لقد جئت لشرنقتي وقلبي مليء بالهزائم. أما عقلي فكان يجتهد ليعيدصياغة الأفكار ويشكل تصورات جديدة. أعترف لأول مرة أن هزائمي النفسية كانت أقوى من كل شيء، وربما أثرت في تصوراتي وتفكري. لكن ذلك لم يمنعني أن أكون صريحاً ومنطقياً في مكاشفتي مع نفسي وعقلي وما حولي من أحداث جئت لشرنقتي وقد قررت أن أنغلق على نفسي فيها، وأعيش في مكاشفة صريحة للغاية مع ذاتي، تلك المكاشفة التي كنت أتوقع أن تنم عن قتال بيني وبين نفسي، ربما تنتهي بانتحار عقلي لأستريح من كل تلك الصراعات. وربماأُجن قبل أن يفكر عقلي بالانتحار، فيراوح عقلي في مكانه، ويدور على أمورمفروغ منها.

في حكايتنا الكثير من الغموض , وادٍ ضبابي وشابٌّ يغوص في أحلامه غارقاً في غياهب العزلة , يتخيّل أشياء لا يراها أحدٌ سواه ويسافر بفكره وخياله بعيداً عن الواقع فلا يُعرفُ المكان ولا الزمان , يجوب الأرض ويقطع القرى يبحث في غموض الحياة عن نهاية الأشياء والتي سماها بالختم النهائي وأول هذه الأختام ( ختم النقاء ) فكيف سيصل إلى مبتغاه ؟ هذا ما سنعرفه في حكايتنا ( حارس الأختام )

جلفزيز رواية تأخذ القارئ إلى عقلة لتنطق بكل التساؤلات التي لم يستطع أن يبوح بها أو ربما لا يؤمن بها لكنها حتما ستلد له عقلا جديد بعد أن ينتهي من قرأتها ....عقلا ينظر به لحياته بشكل أكثر عدلا بعد أن كانت بعض العقول غارقة بعقول غيرها سيتحرر القارئ من تلك الأثقال الإجتماعية ليكن حرا بدينه وفكره.

خيوط المكرونة تعني الناس وهي مختلطة بعضها مع بعض مع اختلاف أفكارها وعقائدها وتياراتها ، فمنهم الطويل ، ومنهم القصير .. أما قرص البيض فهو ثقافة التعايش، ويعني أنهم جميعاً متعاونون بحمل ثقافة التعايش على رؤوسهم مع اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم ، وقال أيضاً إن الهيل والسكر هو طعم الحياة ، بحلوها ومرها ، وإن لثقافة التعايش بطريقة البلاليط نكهة خاصة تشبه بلاليط الخليج.