ساعي بريد نيرودا
ماريو خيمينث صياد شاب يقرر أن يهجر مهنته ليصبح ساعي بريد في ايسلانيغرا، حيث الشخص الوحيد الذي يتلقى ويبعث رسائل هو الشاعر بابلو نيرودا. الشاب خيمينث معجب بنيرودا، وينتظر بلهفة أن يكتب له الشاعر إهداء على أحد كتبه، أو أن يحدث شيء بينهما شيء أكثر من مجرد تبادل الكلمات العابرة، وتتحقق أمنيته في النهاية، وتقوم بينهما علاقة خاصة جداً ولكن الأوضاع القلقة التي تعيشها تشيلي آنذاك تسرع في التفريق بينهما بصورة مأساوية..
من خلال قصة شديدة الأصالة، يتمكن أنطونيو سكارميتا من رسم صورة مكثفة لحقبة السبعينات المؤثرة في تشيلي، ويعيد في الوقت نفسه بأسلوب شاعري سرد حياة بابلو نيرودا.
في عام 1994، نقل هذه ارواية إلى السينما المخرج ميشيل رادفورد، وأدى الدورين الرئيسين في الفيلم الممثلان فيليب نواريه وماسيمو ترويسي الذي مات بعد يوم واحد من انتهاء التصوير. وقد نال الفيلم جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي لعام 1995.
أيام قوس قزح
بعد خمسة عشر عاماً على انقلابه العسكريّ، وسيطرته على الحُكم، يقرّر الجنرال بيونشه الاستجابة للضغوطات الشعبيّة والدوليّة، وإجراء استفتاءٍ رئاسيٍّ يحدّد مصيره، فيستدعي وزيرُ الداخليّة خبيرَ الإعلانات والمعتقل السابق أدريان بيتيني؛ لإقناعه بقيادة حملة إنجاح بيونشه، إلّا أنّ زعيم الائتلاف المعارض المُكوّن من ستّة عشر حزباً متنافراً يقترح على بيتيني فكرةً جنونيّةً: إدارة الحملة الانتخابيّة لحملة “لا” التي تتجسّد فقط في إعلانٍ تلفزيونيٍّ قصير.
وعوضاً عن التركيز المعتاد على المجازر، والمعتقلين، وأهوال المرحلة الماضية، يقترح بيتيني أن يكون عنوان الحملة: الفرح آتٍ. فهل ينجح إعلانٌ من خمس عشرة دقيقةً في إسقاط حُكمٍ دكتاتوريٍّ دام خمسة عشر عاماً؟
بأسلوبٍ شاعريٍّ متفائلٍ، يحكي سكارميتا قصّة كفاحٍ حقيقيّةً عن الأمل والفرح، في أحلك الأوقات، في بلدٍ يتوق إلى الحريّة.
اب سينمائي
.عندما نزل جاك من القطار حاملاً شهادته من معهد إعداد المدرسين، صعد والده إلى القطار نفسه، واختفى.
مسكوناً بهجران والده له، يمضي يومه مدرِّساً في قريته الصغيرة صباحاً، ونديماً لطحَّان القرية في الأمسيات، محاولاً أن يعرف منه سرَّ اختفاء أبيه.
يشجِّعه الطحَّان على مشاركته في مغامرة تخرجه من عالمه الصغير إلى ماخور المدينة المجاورة، ويحاول تلميذه المفضَّل مشاركته هذه الرحلة السرِّية.
مع الشاب الباحث عن أبيه، والمراهق الباحث عن رحلة البلوغ، والعلاقات الصغيرة المعقدة لسكان قرية صغيرة، يأخذنا سكارميتا في رحلة عذبة عن الفقدان والنضج والمغفرة.
التمرد
يختار الروائي بعناية حكايات مدينة وقصص مجتمع يعيش تراوحاً بين: الديكتاتورية، التمرد، الصراع الأهلي، الحرب. فيفتتح الرواية بحكاية ثانوية عن ساعي البريد ساليناس، الذي يضطر وفق حقيقة أن 60 % من المجتمع أميين، أن يقرأ الرسائل التي يسلمها إلى أصحابها. في الماضي، كان حضوره إلى الأحياء يعني وصول الحكايات والأخبار فكان يستقبل بالترحاب وتقديم الأطعمة له وبالتجمعات. منذ بدأ التمرد المسلح، فإن الرسائل التي تصل تحمل فقط أخباراً عن الموت. لقد تحول ساعي البريد ساليناس من صاحب الحكايات والأخبار إلى مرسال الموت لأهالي المدينة. هكذاً، بحكاية لماحة، يضعنا الروائي في أجواء القسوة والمعاناة التي يعانيها المجتمع في حال الصراع الأهلي.
ما نلبث في الصفحات التالية أن نطالع رسالة كتبها أسقف المدينة مانويل إسبينوزا إلى رئيس الجمهورية سوموثا. تعرفنا هذه الرسالة على آثار الحكم القمعي والحروب على المجتمعات. يشكو القس أن المدينة أصبحت محتلة من قبل فرق الجيش التي تجوب الشوارع وتزرع الرعب: “سيدي الرئيس، لتضع نهاية لكل هذا الألم. هناك الكثير من البيوت تبكي على فقدان المحبوبين. إن الوطن يفقد رجال الغد. سيكون لدينا وطن دون وجهة أو بوصلة. باستمرارنا على هذا الحال سيسود الموت”.
يوزع الكاتب شخصياته الروائية على طرفي المعادلة السياسية في مدينة ليون في تلك الفترة، فالبعض منهم كالعقيد والمقدم ينتمون إلى الحرس الوطني المدافع عن بقاء الرئيس، والقسم الآخر من الثوار أو المتمردين. وكما في كل حكايات الصراع الأهلي، أو الصراع بين السلطة والمتمردين، فإن أفراداً من العائلة الواحدة سينقسمون بين معارضة موالاة. وهذه حكاية الأسرة التي نتابع شخصياتها في الرواية، فيتركز هذا الانقسام في حياة الفتاة الساحرة ومن ثم المناضلة السياسية فيكي، التي ينضم أخوها أجوستين إلى الخدمة العسكرية، بينما يقاتل حبيبها ليونيل على الجبهة المقابلة من طرف الثوار المتمردين.