العالم سنة 1984
على مدى سنوات طويلة، ظلت رواية 1984 لجورج أورويل تستعاد، يعود إليها الكتاب الذين يتحدثون عن الديكتاتورية والأنظمة الشمولية. وعلى مدى سنوات طويلة، ظلت هذه الرواية حية وتقرأ بسبب جماليتها الأدبية وبسبب الصورة السياسية التي قدمتها. اليوم، وفي ترجمة جديدة، نقدم هذه الرواية التي صورت بطريقة تنبؤية، مجتمعاً شمولياً يخضع لديكتاتورية فئة تحكم باسم الأخ الكبير الذي يمثل الحزب الحاكم، ويبني سلطته على القمع والتعذيب وتزوير الوقائع والتاريخ، باسم الدفاع عن الوطن والبروليتاريا. حزب يحصي على الناس أنفاسهم ويحول العلاقات الإنسانية والحب والزواج والعمل والأسرة إلى علاقات مراقبة تجرد الناس من أي تفرد وتخضعهم لنظام واحد، لا ينطبق على مسؤولي الحزب. إنها رواية تقرأ، ثم تقرأ من جديد.
اسطورة الحيوانات
هذه رواية خالدة، بل من أشهر أعمال الأدب الإنساني في القرن العشرين وأكثرها تأثيراً، ذلك أنها تصلح لكل زمان ومكان، وقد صنفتها مجلة التايم من بين أفضل 100 رواية في القرن العشرين.
يتخذ "اوريول" الاستعارة لينفذ افكاره داخل الرواية متعرضاً لفساد الثورة على أيدي قادتها، ومحذراً من مغبة الحركات السياسية الثائرة التي تصبح لاحقاً ديكتاتورية للحفاظ على سلطتها وهذا ما يمكن إسقاطه على كل حركة ثورية عايشتها المجتمعات الإنسانية. ولا تتضمن الرواية نقداً للحكم الشمولي فحسب بل تدين حالة الاستسلام التام التي يبديها المجتمع تجاه كل ممارسة دكتاتورية تقهر وتظلم الانسان. أكثر من نصف قرن على كتابة هذه الرواية وما زالت تستولي على الاهتمام مشرقة بمضامينها الجريئة واسلوبها المشوق فضلاً عن ترجماتها المتواصلة لكل اللغات وتقديمها غير مرة في أعمال مسرحية وسينمائية مهمة ظلت على الدوام محط اعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
مزرعة الحيوانات
مزرعة الحيوان
مزرعة ، حكاية حيوانات من ربي جورج أورويل هجاءً ساخراً ونقداً أنظمة الشمولية ، ولإنسان وإنحرافاته.
قررت الحيوانات ذات يوم ، بعد أن حركتها المُثل العليا للخنزير العجوز "ميجر" أن تثور ضد سيدها ، وتأكد من القائمة المشتركة ، ، أما العدو فقد تم تحديده بوضوح: إنه الإنسان ، وقد أجمعت الحيوانات على ذلك.
لكن الخنازير توصلت بسرعة إلى الإستئثار بالسلطة ، فاستعبدت باقي الحيوانات واستغلت ذكاءها بهدف التحكم في مخاوفها وقامت بتحريف الماضي لمصلحتها ، وتم تشويه المثل العليا ، المبادئ العامة تم إفسادها ، فظهر الدكتاتور "نابوليون" ، وأقام تقديديسات بسرعة ، ووضع الحيوانات الأخرى في حالة من الإذعان له ، وأرهقهم في العمل المنهك.
رغم ذلك ، تمكن من الحفاظ على شعلة الأمل داخلهم ، ووضعهم داخل هذه اليوتوبيا ، مرت السنين ، ولا شيء ميّز الخنازير من الوصايا السبع التي كتبت في البداية على ذلك ، حتى تتمكن من الحصول عليها. الجدار ، سوى وصية واحدة.
"جميع متساويات متساوية" ، جميع أنواع مساواة من غيرها "، هذه الإستعارة اللامعة التي تخيلها جورج أورويل توضّح إنحرافات السياسة والسلطة ، كما أنها ترسم ، بطريقة ، كيف أن التغيير يمكن أن تقود إلى الدكتاتورية وكيف من السهل التحكم في عقل الآخر بواسطة الخطابات البراقة ، وكيف أن الحيوانات انتهت بتصديق أي شيء ، مما يدفع النهاية إلى التأمل في قوة التأمل.