كيف نفكر
كيف نفكر
يهتم هذ الكتاب بدور المؤسسات التعليمية، من مدارس ومعاهد وجامعات، في تعزيز التفكير العلمي الممنهج أو في إعاقته. وهنا تكمن معضلة النُظُم التعليمية من مناهج تدريسية، وطرق تلقين، وأساليب اختبار، ومعايير تقويم وقياس، وفي خاتمة المطاف المُخرَج النهائي المتمثل بالمتخرّج المتأهل لأداء غاية محددة. حسب تعبير ديوي «في الوقت الحاضر، لا يجب على شغل التعليم تحويل الميول الطبيعية إلى عادات فكر مدربة فحسب، بل عليه أيضاً أن يحصّن العقل ضد النزعات غير العقلانية الشائعة في البيئة الاجتماعية، وأن يساعد على استبدال عاداتٍ خاطئة تم إنتاجها للتو. وهذه المفاهيم، حسب رأي ديوي، تتطلّب مراجعةً دائمةً وتحديداً للأولويات، وبالطبع، في المقام الأول، التأكيد على الفضول المعرفي – المقترن بالطفولة - «إنّ قول باكون المأثور إن علينا أن نكون أطفالاً صغاراً لكي ندخل مملكة العلم تذكيرٌ مباشر بعجب الطفولة منفتح العقل والمرن وبسهولة فقدان هذه الموهبة الطبيعية»، والتأكيد على التفكير العلمي الممنهج والمعياري، الذي يفضي إلى مخرجات تعليمية نوعية تسهم في نهوض المجتمع وتطويره.