الجهل العام
يتهمني الناس أحيانًا بمعرفة الكثير، فيقولون بنبرة أشبه بالاتهام: "ستيفن، إنك تعرف الكثير". يشبه هذا إلى حد ما إخبار شخص ما قد التصقت به بضع حبيبات من الرمل أن الكثير من الرمل قد التصق به. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار كم الرمال الهائل الموجود في العالم، فإن هذا الشخص سيكون من الناحية العملية خاليا من الرمال تماما. إننا جميعا جاهلون، لأن هناك شواطئ وصحارى وكثبانًا من المعرفة لم يخطر ببالنا حتى أنها موجودة، ناهيك بأن نزورها! إننا اليوم نمتلك مخزنا كاملًا للمعرفة الإنسانية متاحا بين أيدينا بنقرة واحدة على الفأرة، وهو أمر يعد رائعا جدا ومدهشا. ولكن، أكثر ما يخشى هو أن تصبح هذه المعرفة مجرد نص مقدس آخر. إن ما نحتاج إليه ليس مخزنًا للمعرفة، بل مخزنا للجهل. نحتاج إلى شيء لا يقدم إجابات، بل يدفع إلى طرح الأسئلة. نحتاج إلى شيء يسلط الضوء ليس على حقائق مرعبة بالفعل، بل على زوايا الجهل المظلمة والرطبة. إن هذا الكتاب الذي بين يديك هو مجرد مشعل حارق يمكن أن يساعدنا على الشروع في رحلة الغوص. اقرأه بحكمة يا صغيري، لأن قوة الجهل عظيمة