رواية الغابة النرويجية من تأليف هاروكي موراكامي

(غرفة جدتي) هي رواية إثارة ورعب، تدور أحداثها في فترة جائحة فايروس كورونا وما شكلته من شلل تام للحياة، حينما تتربص غرفة في منزل بكل ساكنيه، فيعيشوا معها ليالي مليئة بالرعب والخوف والإثارة، حتى تصبح لغز غامض ومخيف، يحاول جميع سكان ذلك المنزل، فك طلاسم تلك الغرفة والرؤى المرعبة التي تزور كل من ينام بها، وهي لا تتوقف عن ألغازها ومشاهدها التي تبثها كل ليلة.

يروي الكتاب قصة قارة ثيتانيوم و ممالكها الأربعة أثناء مواجهتهم لتهديد يتمثل بتوازي أحد العوالم المظلمة معها والذي تسكنه مخلوقات أسطورية تناقلت أوصافها الأجيال وكيف أن توازي العالمين يحدث في كل خمسة آلاف عام، مع كثرة الأساطير وانتشار المضللين بدأت قوة الأسطورة بالاضمحلال وفي الوقت الذي تم إعلان قرب الاصطفاف يظهر التهاون بالتجهيزات وعدم التجاء الناس للإنفاق التي صممت لهذا اليوم الا القليل منهم، تفشل دفاعات القارة والجيوش بردع الاجتياح الذي يودي بحياة ملايين الناس ويسطّر النبوءة بحذافيرها، تتوالى الأحداث مع بعض الأشخاص من المسؤولين السابقين والذي التجئوا الى الأنفاق ونجوا من الاجتياح بين محاولة توحيد الشعوب داخل المعبد الذي يعد الملاذ الأخير لهم وبين التنقيب عن خطر كامن متمثل بطائفة تثير الفساد بينهم والكشف عن بعض الخونة بين الصفوف والأسرار التي تتكشف شيئاً فشيئاً وبين الحياة الأخرى لكل شخص بينهم كالرغبة بالانتقام و الحب و الخيانة والأخطاء الفادحة التي تدخلهم في حرب طاحنة داخل جدران المعبد....

تدور أحداث الرواية حول شاب قادته نشأته ومصاعب حياته للتفكير بالأحداث الكونية، وإمعان النظر فيما حوله، والتفاعل الضمني فيما رُصِدَ من الظواهر الفلكية المتعلقة بكينونة الأرض وشكلها، حتى توصل لتفسير بعض حقائق العالم الوجودي، من خلال البحث عن جذور تلك الحقائق الدينية والتاريخية، وجدل سياقها الفكري! بين صفحات الرواية أحداث حياة يوسف ورفاقه، وما توصل إليه عن الأرض وبعض الظواهر الكونية؟

تتبع الاحداث بعد انتهاء الحرب بين المملكتين اوكين و اناما ، لنكتشف في هذا الجزء أسرار عديدة لم تكتشف في الجزء الاول ونتوسع اكثر في عالم انتريستا لتظهر لنا مملكة جديدة أخرى وقدرات مختلفة مميزة … لا تزال النبوءة قائمة ولا يزال عرش الملك ملاذ مهدد ، حيث كان الفاصل الذي غيّر كل شيئ هو عودة ملاذ للأرض و زواجه من بشرية فهل كانت عودته هو الخيار الصحيح ؟ وهل الثمن الذي دفعته ايلان لعودتها مجدداً لعالم انتريستا كان مبالغاً ؟

خُلقتُ في جنب طائرٍ.. ريشةٌ أنا.. لستُ إلّا.. ريشةٌ انتظمتُ مع أخواتٍ لي لنحملَ ذلك المخلوق إلى حيثُ أراد، ريشةٌ تساميتُ في صفحات الفضاء وارتقيتُ فوق تيارات الهواء حتى بلغتُ عنان السماء رغم أني.. ريشةٌ لست إلّا. غير أن مشيئة السماء التي طالما رفعتني عالياً.. ها هي تنال من قدري وقدرتي.. طائري الغابر يستغني عن حملي الخفيف، أخواتي المصطفّات من حولي تبعثرهنّ عني رياح الزمن. تلك الرياح التي امتطيتها دهوراً.. ها قد جاء الوقت لتعبث باتجاهاتي وتصيّرني كمّاً كئيباً مهملاً.. تتلاعب بي تياراتها نزولاً وطلوعاً.. ثم نزولاً أكثر من ذي قبل. لن يشكل فارقاً اليوم إن كنتُ أتيتُ من ثنايا صقر كاسر أو يمامة وادعة.. لن تنفعني اليوم سمات طائري الذي انتميت إليه يوماً. أصبحتُ أتمنى أن ينتهي وجودي لأمرٍ يستحق الفناء لأجله على أن أكون. ريشة في مهب