خُلقتُ في جنب طائرٍ.. ريشةٌ أنا.. لستُ إلّا.. ريشةٌ انتظمتُ مع أخواتٍ لي لنحملَ ذلك المخلوق إلى
حيثُ أراد، ريشةٌ تساميتُ في صفحات الفضاء وارتقيتُ فوق تيارات الهواء حتى بلغتُ عنان السماء
رغم أني.. ريشةٌ لست إلّا. غير أن مشيئة السماء التي طالما رفعتني عالياً.. ها هي تنال من قدري
وقدرتي.. طائري الغابر يستغني عن حملي الخفيف، أخواتي المصطفّات من حولي تبعثرهنّ عني
رياح الزمن. تلك الرياح التي امتطيتها دهوراً.. ها قد جاء الوقت لتعبث باتجاهاتي وتصيّرني كمّاً
كئيباً مهملاً.. تتلاعب بي تياراتها نزولاً وطلوعاً.. ثم نزولاً أكثر من ذي قبل. لن يشكل فارقاً اليوم إن
كنتُ أتيتُ من ثنايا صقر كاسر أو يمامة وادعة.. لن تنفعني اليوم سمات طائري الذي انتميت إليه
يوماً. أصبحتُ أتمنى أن ينتهي وجودي لأمرٍ يستحق الفناء لأجله على أن أكون. ريشة في مهب