من المحال أن يتذكر أحد لحظة موته.. لا الغريق يفعل ذلك، ولا من مرَّ على عنقه حدُّ مقصلة.. لا الذين ماتوا تحت الركام أو بقصف أو تردوا من جبل أو بحادث طريق أو في غرفة الإنعاش.. لا أحد البتة؛ فالكل سيكون منشغلاً عن التحديق بعقربين أو ثلاثة يلاحق بعضهم بعضاً في رتابة كئيبة.. كل ما أعرفة هو أنه لا يمكن أن يكون ذلك الشيء هو الوقت؛ فالزمن بالنسبة للموتى أو الذين يقفون على حافة الموت أمر نابع من الذات.. من نقطة في أعماق داخلها لا من الخارج؛ لذا لا يرتدي الموتى ساعاتهم.. ولا يحملون جوالاتهم..