لقد شعرت فور تلقيها الرسالة بنعاس ووهن ورجفة تسري في أحشائها من شدة الخوف، وفور تلقيها الرسالة الثانية عقب الأولى بثواني تسارعت أنفاسها وشعرت بنبضها يقرع طبلات أذنيها. ما عادت الأشياء من حولها في تلك اللحظة مألوفة على الإطلاق، حتى البديهيات أصبحت غريبة، فما عاد حذاءها الذي لمحته وهي تقرأ الرسالة مألوفًا، ولا حتى شكل الأرض التي تقف عليها ولا الهاتف الذي بين يديها بل حتى يديها أصبحتا غريبة وكأنهما شيء منفصل عنها. لقد أحست للحظات بأنها تراقب نفسها من خراج جسدها.
ما إن استوعبت الخطر الذي يُحدق بها بتعرجات خطوط رسالة المبتز حتى فقدت شهيتها للحياة.
بعد أن أعيت جريمة مقتل سيد الأعمال الشهير ((…)) بتفاصيلها الغامضة، أعت المحققين طويت ضد مجهول لترفض وريثته الوحيدة هذه النتيجة المخيبة، دون جدوى تذكر من رفضها المستميت، يقترح حينها المحقق العاجز أمرًا يقلب الموازين كليًا:
ــ أن تستعيني بذلك الفتى الذي يعرفه محاميكم حق المعرفة ليتولى أمر هذه القضية، وهذه نصيحتي الأخيرة..!
ملحمة بين الذكاء والكبرياء، والرغبة والضرورة، الخدعة التي انطلت على جميع قرائها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.