ملحمة العوالم ” أرنسيريا “

قصة حب عميقة بين قريبين في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مخيم البقعة في عمان ، تفصل بينهما مسافة من العادات والتقاليد المتباينة ، منذ طفولتهما وإلى لحظة الفراق الأليمة. كما تسطر في خلفياتها تاريخ الأحداث الملتهبة في الشرق الأوسط ابتداء من تهجير الفلسطينيين وتدمير أراضيهم ، إلى سقوط بغداد مروراً بحرب لبنان 2006 واختطاف جلعاد شاليط ومفاوضات إطلاقه وحرب غزة 2008 ، وما تمور به بعض المجتمعات من تشدد وتطرف وحركة الإخوان المسلمين ، والانشقاق الحاصل بين حركة حماس وحركة فتح ، واستعراض لحياة الليل وخباياها من بلطجة ودعارة واضطرار وحاجة. ويعرج الكاتب في ثنايا الرواية على واقع الفن في العالم العربي وتحولات الغناء وما حصل للموروث الموسيقي الكبير الذي لا يزال ندياً في وجدان الأمة ، كل ذلك في قالب درامي مشوق ولغة صافية وسلاسة في السرد ودقة في الوصف. الرواية تعالج في أقسامها الثلاثة (مدينة التلال السبعة ، نوتة موسيقية محترقة الأطراف ، أفولٌ خلف أغصان الزيتون) معاني الوطنية والعروبة والحب والصداقة والتضحية والمقاومة والحفاظ على الهوية وتثير تساؤلات حول الثبات على المبادئ والقيم وتعزيز مبدأ الوحدة ونبذ الفرقة والانقسام

الرواية تقدم لنا تاريخ حياة إنسان عبر تلمس صادق وأمين لمكان يجمع المسلمون بل والعرب على تقديسه والنظر إليه كحرم مقدس، هو المدينة المنورة. النغمة المائزة في هذه الرواية صدقها وتمكنها من التوغل في مسارب النفس البشرية المعقدة، فتقدمها لنا بدون تزييف أو تجميل أو محاولة إخفاء ما تتعرض له تلك الشخصية من ملابسات ومنحنيات وعثرات، تلوح من بعيد كنقائص بشرية لا يمكن تخيل الحياة بدونها؛ فهي لصيقة تلك النفس الأمارة بالسوء. واللافت للإنتباه في الرواية هي نبرة الحكي التي تتصاعد رويداً رويدا، حتى تتورط في تفصيلاتها الشيقة فإذا أنت داخل دائرة القنص السردي محملاً بالدهشة وببراءة الأيام العتيقة الفواحة بعطر الأحباب أينما ولّوا وجوههم.

خيوط المكرونة تعني الناس وهي مختلطة بعضها مع بعض مع اختلاف أفكارها وعقائدها وتياراتها ، فمنهم الطويل ، ومنهم القصير .. أما قرص البيض فهو ثقافة التعايش، ويعني أنهم جميعاً متعاونون بحمل ثقافة التعايش على رؤوسهم مع اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم ، وقال أيضاً إن الهيل والسكر هو طعم الحياة ، بحلوها ومرها ، وإن لثقافة التعايش بطريقة البلاليط نكهة خاصة تشبه بلاليط الخليج.

جسدي كخرقة بالية بين يديه، إنه ينهش لحمي ويسـيل دمي، إنه يقطع شرفي وعرضي إرباً على فراش الثعابين، فأنا من خطط وشاهد واستهزأ ، وأنا من رمى نفسه على حافة الهوى حتى انتهيت لقمة سائغة في فم الشيطان، وهاهي السماء قد ملئت بغضب الرب ووعيد العذاب، حتى جعلني أسيرته بعد أن كنت أميرته، وحتى صعـقـني برق الموت وذكر القبر ....