جلبابه مؤقت
في الجانب المظلم
الأشباح تعشق الظلام
منزل الاحجية
بين انف وشفتين
رسالة واعتراف
ماعاد صوتك مؤذنا
تلك العتمة الباهرة
لطالما فتّشتُ عن الحجر الأسود الذي يُطهّر روح الموت. وعندما أقولُ "لطالما"، أتخيّلُ بئراً بلا قعر، نفقاً حفرتُه بأصابعي، بأسناني. يحدوني الأمل العنيدُ بأن أبصر، ولو لدقثيقة، لدقيقة متمادية خالدة، شعاع نور، شرارةٌ من شأنها أن تنطبع في مأق عيني وتحفظها أحشائي مصونة كسرٍّ. فتكون هنا، ساكنة صدري، مُرضعة لياليّ البلا ختام، هنا، في هذا القبر، في باطن الأرض الرطبة، المفعمة برائحة الإنسان المفرغ من إنسانيته بضربات معزقة تسلخ جلده، وتنتزع منه البصر والصوت والعقل..
في قلبي أمنية
حياتك الثانية تبدأ حين تُدرك أن لديك حياة واحدة
.- على الأرجح أنّكِ تعانين من شكلٍ من أشكال داء الروتين الحادّ.
- أعاني من ماذا؟
- داء الروتين الحادّ. هذا أحد أمراض الروح والذي بات يتفشّى على نحوٍ متزايد بين الناس في العالم. أعراضه تكاد تكون دائماً هي نفسها: انخفاض في درجة الحافز، نوبات دورية من الكآبة، فقدان المعالم والحواس، إيجاد صعوبة في الشعور بالسعادة على الرغم من وفرة الخيرات المادّية، خيبات أمل وشعور بالإرهاق والتعب...
- ولكن... كيف تعرف كلّ هذا؟
- أنا روتينولوجي.
- روتينو ماذا؟"
برزت هذه الرواية، المرتكزة على التنمية الذاتية وعلم النفس الإيجابي، كأحد الأعمال الأكثر نجاحاً في اللحظة الراهنة. إنّها كتابٌ يدعو إلى التغيير وإلى تحسين المرء لحياته، في سبيل عثوره على طريق الرضى والسعادة.
من خلال حكاية كاميل التي تسعى إلى عودة الفرح والإثارة إلى حياتها، تدعونا هذه الرواية إلى أن نطرح على أنفسنا أسئلة وجودية وإلى أن نفكر في خياراتنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا، وتدفع بنا إلى الجرأة على تغيير حياتنا وتحقيق أحلامنا.
تطمح رافاييل جيوردانو، المدرّبة في مجالَي الإبداع والتنمية الذاتية، عبر روايتها الأولى هذه، إلى السير بالقارئ نحو حياة أكثر سعادة، وتقول في هذا السياق: "لا أريد أن أطلق أحكاماً ولا أن أَسقط في فخّ المبالغة. ما أسعى إليه هو أن أمنح المفاتيح لقُرّائي لكي يصبحوا أفضل حالاً".
المزدوج
صدرت رواية "المزدَوَج"، العمل الثاني لدوستويفكسي، أوائل عام 1846 أي أياماً فقط بعد النجاح الكبير الذي حققته رواية "الفقراء". ويطرح هذا الكتاب موضوع الجنون، وهو أحد المواضيع الأثيرة لدى دوستويفسكي في رواياته الكبرى اللاحقة.
تصوِّر لنا هذه الرواية الصراع الداخلي الذي يعتمل في نفس ياكوف بتروفيتش غوليادكين، موظف في إحدى إدارات مدينة بطرسبورغ انقلبت حياته رأساً على عقب عند ظهور شخص يشبهه تماماً، ويكيد له ويحتل شيئاً فشيئاً مكانته في العمل والمنزل، إلى أن يدفع بحياته إلى الانهيار التام. ولعلّ أهم ما أثّر في السيد غوليادكين وأثار دهشته أن الناس من حوله، وعلى رأسهم رئيسه في العمل وخادمه بتروشكا، لم يبدُ عليهم أنهم صُدموا بظهور هذا الشبيه، واعتبروه مجرد رجل يشبهه وعاملوه على هذا الأساس.
إن اعتماد دوستويفسكي على تقنية الحوار الداخلي بشكلٍ مكثّف في هذه الرواية مكّنه من أن يسبر أغوار شخصية بطله، وأن يتغلغل في نفسيته التي غيّرها دخول هذا الآخر، مكرّساً بذلك عبقريته في تحليل النفس الإنسانية، حيث قال عنه نيتشه: "دوستويفسكي هو الكاتب الوحيد الذي تعلمتُ منه شيئاً من علم النفس".
على الرغم من أن رواية "المزدَوَج" ليست من أعمال دوستويفكسي الأكثر شهرة، إلّا أنها تُعتبر الحجر الأساس في أسلوبه المتفرّد، حتى أن فلاديمير نابوكوف قال إنها "أعظم كتاب كتبه دوستويفكسي"..