كان ينظر إليها من خلفها وهي ممسكة بقيثارة فضية، تعزف بأناملها الرقيقة على أوتارها بكل سلاسة، تحلق حولها العصافير ببهجة كأنها تتراقص مع النغمات، بدأت بالغناء بصوت أنثوي هادئ رخيم، لم يسمع الفتى قط بمثل جمال هذا الصوت أبداً. أغمض عينيه فشعر كأنما ألحان صوتها وعزفها تطهر روحه وتحلق بها عالياً، شعر كأنما ولد من جديد، كأنه لم يَقتل أحداً، وكأنه لا يوجد بالوجود سوى الجمال المطلق. توقفت عن الغناء والعزف، فتح عينيه وقد التفتت برأسها من خلف كتفها نحوه تنظر إليه بعينيها الواسعتين الجميلتين، تحييه بابتسامه رقيقة عذبة. سألها:
– (من انت؟).
أجابته بصوتها العذب:
– (أنا هي الأغنية!).
عبدالعظيم السلامين
Reviews
There are no reviews yet.